في الوقت الذي يعاني فيه أهل غزة حصارًا خانقًا من العدو الصهيوني يحرمهم الغذاء والدواء والمأوى والوقود ومرافق الحياة، إذا بضميرهم الإنساني يتحرك بمعاناة سكان هاييتي نتيجة الزلزال المدمر الذي وقع عندهم، فيجمعون الفتات الذي يقتاتون عليه ويتبرعون به لأهل هاييتي ويطلبون من هيئة الصليب الأحمر توصيلها إليهم.
وبالأمس فتح العدو الصهيوني السدود التي تمنع السيول ومياه الأمطار الغزيرة، ودون إنذار، لتجتاح وسط غزة وتدمر عشرات المنازل التي هي أقرب إلى الأكواخ، وتصيب عددًا من الأهالي بإصابات مختلفة، وتوقع أبلغ الضرر بالمواطنين وممتلكاتهم؛ الأمر الذي دفع وزراء في حكومة غزة إلى الاستغاثة بكل الجهات والمنظمات الإغاثية لتقديم العون، وإيقاف هذه الجرائم الصهيونية.
ونحن نتساءل أين الضمير الإنساني الذي يتحرك لحماية حيواناتٍ خوفًا من انقراضها، ويتغافل عن مليون ونصف المليون من البشر تحت الحصار منذ سنوات تتهددهم الأمراض والأوبئة والجوع والبرد والتهديد بالحرب؟!، بل أين الضمير العربي والإسلامي الذي يدعو لنجدة الملهوف وإغاثة المنكوب ونصرة المظلوم؟!.
تحركوا يرحمكم الله قبل أن يحل علينا غضبه "المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضًا"، ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ (المائدة: من الآية 2).