أسد معركة العبور.. سفير إسرائيل حضر تأبينه وصحف العدو أول من كشف بطولاته
اضغط للتكبير
الشهيد المصري القناوي سيد زكريا خليل
كتب : محمد أبوضيف
تكتب الأمم والأوطان تاريخها بدماء أبناءها التي فاضت حماية لكرامة تراب أرضها وتاريخنا المصري حافل بالشهداء والشرفاء اللذين فاضت دماءهم انهارا لاستعادة كرامة وطن ضاعت يوماً ما؛ هؤلاء الشهداء صنعوا بطولات ومعجزات تحدث عنها القاصي والداني والعدو قبل الصديق في سبيل عزة وكرامة مصر وفي معركة التحرير واستعادة الكرامة حرب السادس من أكتوبر المجيدة كان لجنودنا بطولات تحدثت هي عن نفسها وستظل راسخة في قلوب كل مصري حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
أحد اولئك الأبطال هو شاب مصري أسد من أسود الصاعقة المصرية.. قصته واحدة من قصص بطولات أبطال العبور ضحى فيها بحياته الدنيوية فداءً لمصرنا العزيزة وبقى عند الله حياً يرزق وكتب بدماءه أحرف اسمه في أولى سطور البطولات.. إنه الشهيد سيد زكريا خليل ابن قرية نجع البياض بقنا الذي أشادت بشجاعته صحف ووكلات الأنباء الاسرائيليه قبل المصرية.
حيث بدأت قصة البطولة في اليوم الثاني لحرب اكتوبر 1973 حين واجه بطلنا كتيبة اسرائيلية بمفرده في معركة حياة أو موت وكاد يجهز علي افراد الكتيبة باكملها حتي لقي مصرعه من رصاصة غادرة جاءت من الخلف في وقت فتكه بالجنود الأسرائيليين.
ويروي المهندس الاسرائيلي قاتل أسد اكتوبر ان الشاب المصري لقي مصرعه بعد ان كاد ان يجهز على جميع جنود فرقته وقتل عدد كبير جدا منهم وانه لو توانى لحظات لأجهز عليه هو الاخر؛ ويستمر الجندي الأسرائيلي في حديثة ان الأسد المصري يستحق وسام الشجاعة من الدرجة الأولى لما ابداه من شجاعة منقطة النظير في مواجهتهم ما دفع الخوف في قوبهم وانهى على كتيبة مسلحة باكملها.
وتشتمل متعلقات الشهيد المصري التي حصلت عليها السفارة المصرية ببرلين من المهندس الاسرائيلي الذي يعيش هناك على بعض الأوراق النقدية وتصريح لأجازة لم تتم وبطاقة الخدمة العسكرية.. تسلمت تلك المتعلقات السفيرة المصرية في برلين عزيزة فهمي رئيس المكتب السياسي المصري في برلين وأقامت السفارة المصرية حفل تأبين لذكري الشهيد وفؤجئ الجميع بحضور السفير الأسرائيلي للحفل وإشادته بشجاعة الشهيد المصري الذي لم يكن حينها يتجاوز الـ 25 ربيعاً.
ومن بين متعلقات الشهيد زكريا رسالة كان بصدد ارسالها لاخيه ونصها كالتالي ''اكتب لك هذ الرسالة وانا في ظرف عنيد اوجه فيه الدفاع عن وطني واوقوم بواجب مقدس لابد منه أما إذا اصبحت شهيداً في هذا المعركة فلا تحزنوا علي فسأكون في منزلة عند الله لا يصل إليها إلا الأنبياء هذا ما كنت اتمناه طوال حياتي وأوصيك بأخوتي البنات خاص اختك عفاف لأنها تحتاج إلي العطف الحنان ....'' ويكمل الرسالة وفي اخرها يوصي أخيه بالاحتفاظ بالرسالة لانها ستكون الأخيرة وامضاءه السيد زكريا خليل 19/3/1973 م .
وقد كرمته الدولة مؤخرا بأطلاق اسمه على العديد من الشوراع المدارس ومنها مدرس نجع الرواجع بالأقصر ومدرسة بقرية بمحافظة قنا ومدرسة بمحافظة جنوب سيناء بمكان استشهاده وعلى شارع بمدينة نصر بمحافظة القاهرة وشارع اخر بمدينة الأسكندية وتم الأتفاق على وضع متعلقاته بركن خاص بقاعة الصاعقة بالمتحف الحربي بالقلعة والأتفاق مع وزارة التربية والتعليم لتكون قصة الشهيد أحد المواد الدراسية التي ستدرس عن حرب اكتوبر فيما بعد ومنحت الدولة الشهيد نوط الشجاعة من الدرجة الأولى.
قصة الشهيد المصري القناوي سيد زكريا خليل ستبقى علامة بارزة في معركة النصر تخلد ذكرى رجل شجاع ضحى بحياته من أجل وطنه، وكما قال امير الشعراء احمد شوقي الناس صنفان موتى في حياتهم وأناس في بطون الأرض احياء.