اØمد خشبة admin
علم دولتك : عدد المساهمات : 599 تاريخ التسجيل : 04/01/2010 العمر : 40 الموقع : www.ahsh.mam9.com
| موضوع: شق صدرة (صلى الله علية وسلم) الخميس يناير 07, 2010 4:19 am | |
| قالت فرجعنا به فوالله إنه بعد مقدمنا بأشهر مع أخيه لفي بهم لنا خلف بيوتنا ، إذ أتانا أخوه يشتد ، فقال لي ولأبيه ذاك أخي القرشي قد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاه فشقا بطنه فهما يسوطانه قالت فخرجت أنا وأبوه نحوه فوجدناه قائما منتقعا وجهه . قالت فالتزمته والتزمه أبوه فقلنا له ما لك يا بني قال جاءني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني وشقا بطني ، فالتمسا شيئا لا أدري ما هو . قالت فرجعنا إلى خبائنا .
قالت وقال لي أبوه يا حليمة ، لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب فألحقيه بأهله قبل أن يظهر ذلك به قالت فاحتملناه فقدمنا به على أمه فقالت ما أقدمك به يا ظئر وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك ؟ قالت فقلت : قد بلغ الله يا بني وقضيت الذي علي وتخوفت الأحداث عليه فأديته إليك كما تحبين .
قالت ما هذا شأنك ، فأصدقيني خبرك . قالت فلم تدعني حتى أخبرتها . قالت أفتخوفت عليه الشيطان ؟ قالت قلت : نعم قالت كلا . والله ما للشيطان عليه من سبيل وإن لبني لشأنا ، أفلا أخبرك خبره . قالت بلى . قالت رأيت حين حملت به أنه خرج مني نور أضاء لي قصور بصرى من أرض الشام .
ثم حملت به فوالله ما رأيت من حمل قط كان أخف ولا أيسر منه ووقع حين ولدته ، وإنه لواضع يديه بالأرض رافع رأسه إلى السماء . دعيه عنك ، وانطلقي راشدة .
قال ابن إسحاق : وحدثني ثور بن يزيد ، عن بعض أهل العلم ولا أحسبه إلا عن خالد بن معدان الكلاعي أن نفرا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا له يا رسول الله . أخبرنا عن نفسك ؟ قال نعم أنا دعوة أبي إبراهيم ، وبشرى أخي عيسى ، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء لها قصور الشام ، واسترضعت في بني سعد بن بكر . فبينا أنا مع أخ لي خلف بيوتنا نرعى بهما لنا . إذ أتاني رجلان عليهما ثياب بيض بطست من ذهب مملوءة ثلجا . ثم أخذاني فشقا بطني ، واستخرجا قلبي ، فشقاه فاستخرجا منه علقة سوداء فطرحاها . ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج حتى أنقياه ثم قال أحدهما لصاحبه زنه بعشرة من أمته فوزنني به فوزنتهم ثم قال زنه بمئة من أمته . فوزنني بهم فوزنتهم ثم قال زنه بألف من أمته فوزنني بهم فوزنتهم . فقال دعه عنك ، فوالله لو وزنته بأمته لوزنها
--------------------------------------------------------------------------------
شق الصدر
وذكر قول أخيه من الرضاعة نزل عليه رجلان أبيضان فشقا عن بطنه وهما يسوطانه يقال سطت اللبن أو الدم أو غيرهما ، أسوطه إذا ضربت بعضه ببعض . والمسوط عود يضرب به .
وفي رواية أخرى عن ابن إسحاق أنه نزل عليه كركيان فشق أحدهما بمنقاره جوفه ومج الآخر بمنقاره فيه ثلجا ، أو بردا ، أو نحو هذا ، وهي رواية غريبة ذكرها يونس عنه واختصر ابن إسحاق حديث نزول الملكين عليه وهو أطول من هذا .
وروى ابن أبي الدنيا وغيره بإسناد يرفعه إلى أبي ذر - رضي الله عنه - قال قلت : يا رسول الله كيف علمت أنك نبي ، وبم علمت حتى استيقنت ؟ قال يا أبا ذر أتاني ملكان وأنا ببطحاء مكة ، فوقع أحدهما بالأرض وكان الآخر بين السماء والأرض فقال أحدهما لصاحبه أهو هو ؟ قال هو هو قال فزنه برجل فوزنني برجل فرجحته ، ثم قال زنه بعشرة فوزنني فرجحتهم ثم قال زنه بمائة فوزنني ، فرجحتهم ثم قال زنه بألف فوزنني فرجحتهم حتى جعلوا يتثاقلون علي من كفة الميزان فقال أحدهما لصاحبه شق بطنه فشق بطني ، فأخرج قلبي ، فأخرج معه مغمز الشيطان وعلق الدم فطرحهما ، فقال أحدهما لصاحبه اغسل بطنه غسل الإناء واغسل قلبه غسل الملاء ثم قال أحدهما لصاحبه خط بطنه فخاط بطني ، وجعل الخاتم بين كتفي كما هو الآن ووليا عني ، فكأني أعاين الأمر معاينة
ففي هذا الحديث بيان لما أبهم في الأول لأنه قال فأخرج منه مغمز الشيطان وعلق الدم فبين أن الذي التمس فيه هو الذي يغمزه الشيطان من كل مولود إلا عيسى ابن مريم وأمه - عليهما السلام - لقول أمها حنة وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم [ آل عمران : 36 ] .
فلم يصل إليه لذلك ولأنه لم يخلق من مني الرجال فأعيذه من مغمز وإنما خلق من نفخة روح القدس ، ولا يدل هذا على فضل عيسى عليه السلام على محمد - صلى الله عليه وسلم - لأن محمدا - صلى الله عليه وسلم - قد نزع منه ذلك المغمز وملئ قلبه حكمة وإيمانا ، بعد أن غسله روح القدس بالثلج والبرد وإنما كان ذلك المغمز فيه لموضع الشهوة المحركة للمني والشهوات يحضرها الشياطين لا سيما شهوة من ليس بمؤمن فكان ذلك المغمز راجعا إلى الأب لا إلى الابن المطهر - صلى الله عليه وسلم -
وفي الحديث فائدة أخرى ، وهي من نفيس العلم وذلك أن خاتم النبوة لم يدر هل خلق به أم وضع فيه بعدما ولد أو حين نبئ فبين في هذا الحديث متى وضع وكيف وضع ومن وضعه زادنا الله علما ، وأوزعنا شكر ما علم وفيه البيان لما سأل عنه أبو ذر - رضي الله عنه - حين قال كيف علمت أنك نبي ، فأعلمه بكيفية ذلك غير أن في هذا الحديث وهما من بعض النقلة وهو قوله بينما أنا ببطحاء مكة ، وهذه القصة لم تعرض له إلا وهو في بني سعد مع حليمة ، كما ذكر ابن إسحاق وغيره وقد رواه البزار من طريق عروة عن أبي ذر - رضي الله عنه - فلم يذكر فيه بطحاء مكة .
حديث السكينة
وذكر فيه أنه قال وأوتيت بالسكينة كأنها رهرهة فوضعت في صدري . قال ولا أعلم لعروة سماعا من أبي ذر .
وذكر من طريق آخر عن أبي ذر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له يا أبا ذر وزنت بأربعين أنت فيهم فرجحتهم والرهرهة بصيص البشرة فهذا بيان وضع الخاتم متى وضع .
مسألة شق الصدر مرة أخرى
وأما متى وجبت له النبوة فروي عن ميسرة أنه قال له متى وجبت لك النبوة يا رسول الله ؟ فقال وآدم بين الروح والجسد ويروى : وآدم مجندل في طينته .
وهذا الخبر يروى عنه - عليه السلام - على وجهين أحدهما : أنه شق عن قلبه وهو مع رابته ومرضعته في بني سعد ، وأنه جيء بطست من ذهب فيه ثلج فغسل به قلبه والثاني فيه أنه غسل بماء زمزم ، وأن ذلك كان ليلة الإسراء حين عرج به إلى السماء بعدما بعث بأعوام وفيه أنه أتي بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا ، فأفرغ في قلبه .
وذكر بعض من ألف في شرح الحديث أنه تعارض في الروايتين وجعل يأخذ في ترجيح الرواة وتغليط بعضهم وليس الأمر كذلك بل كان هذا التقديس وهذا التطهير مرتين .
الأولى : في حال الطفولية لينقى قلبه من مغمز الشيطان وليطهر ويقدس من كل خلق ذميم حتى لا يتلبس بشيء مما يعاب على الرجال وحتى لا يكون في قلبه شيء إلا التوحيد ولذلك قال فوليا عني ، يعني : الملكين وكأني أعاين الأمر معاينة .
والثانية في حال اكتهال وبعدما نبئ وعندما أراد الله أن يرفعه إلى الحضرة المقدسة التي لا يصعد إليها إلا مقدس وعرج به هنالك لتفرض عليه الصلاة وليصلي بملائكة السموات ومن شأن الصلاة الطهور فقدس ظاهرا وباطنا ، وغسل بماء زمزم .
وفي المرة الأولى بالثلج لما يشعر الثلج من ثلج اليقين وبرده على الفؤاد وكذلك هناك حصل له اليقين بالأمر الذي يراد به وبوحدانية ربه .
وأما في الثانية فقد كان موقنا منبئا ، فإنما طهر لمعنى آخر وهو ما ذكرناه من دخول حضرة القدس والصلاة فيها ، ولقاء الملك القدوس فغسله روح القدس بماء زمزم التي هي هزمة روح القدس ، وهمزة عقبه لأبيه إسماعيل عليه السلام - وجيء بطست ممتلئ حكمة وإيمانا ، فأفرغ في قلبه وقد كان مؤمنا ، ولكن الله تعالى قال ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم [ الفتح 4 ] وقال ويزداد الذين آمنوا إيمانا [ المدثر 31 ] .
فإن قيل وكيف يكون الإيمان والحكمة في طست من ذهب والإيمان عرض والأعراض لا يوصف بها إلا محلها الذي تقوم به ولا يجوز فيه الانتقال لأن الانتقال من صفة الأجسام لا من صفة الأعراض ؟ قلنا : إنما عبر عما كان في الطست بالحكمة والإيمان كما عبر عن اللبن الذي شربه وأعطى فضله عمر - رضي الله عنه - بالعلم فكان تأويل ما أفرغ في قلبه حكمة وإيمانا ، ولعل الذي كان في الطست كان ثلجا وبردا - كما ذكر في الحديث الأول - فعبر عنه في المرة الثانية بما يئول إليه وعبر عنه في المرة الأولى بصورته التي رآها ، لأنه في المرة الأولى كان طفلا ، فلما رأى الثلج في طست الذهب اعتقده ثلجا ، حتى عرف تأويله بعد .
وفي المرة الثانية كان نبيا ، فلما رأى طست الذهب مملوءا ثلجا علم التأويل لحينه واعتقده في ذلك المقام حكمة وإيمانا ، فكان لفظه في الحديثين على حسب اعتقاده في المقامين . مناسبة الذهب للمعنى المقصود وكان الذهب في الحالتين جميعا مناسبا للمعنى الذي قصد به . فإن نظرت إلى لفظ الذهب فمطابق للإذهاب فإن الله - عز وجل - أراد أن يذهب عنه الرجس ويطهره تطهيرا ، وإن نظرت إلى معنى الذهب وأوصافه وجدته أنقى شيء وأصفاه يقال في المثل أنقى من الذهب .
وقالت بريرة في عائشة - رضي الله عنها - ما أعلم عليها إلا ما يعلم الصائغ على الذهب الأحمر وقال حذيفة في صلة بن أشيم رضي الله عنهما : إنما قلبه من ذهب وقال جرير بن حازم في الخليل بن أحمد : إنه لرجل من ذهب يريدون النقاء من العيوب فقد طابق طست الذهب ما أريد بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من نقاء قلبه .
ومن أوصاف الذهب أيضا المطابقة لهذا المقام ثقله ورسوبه فإنه يجعل في الزيبق الذي هو أثقل الأشياء فيرسب والله تعالى يقول إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا [ المزمل 5 ] .
وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إنما ثقلت موازين المحقين يوم القيامة لاتباعهم الحق وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلا ، وقال في أهل الباطل بعكس هذا وقد روي أنه أنزل عليه الوحي وهو على ناقته فثقل عليها حتى ساخت قوائمها في الأرض فقد تطابقت الصفة المعقولة والصفة المحسوسة .
ومن أوصاف الذهب أيضا أنه لا تأكله النار وكذلك القرآن لا تأكل النار يوم القيامة قلبا وعاه ولا بدنا عمل به قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لو كان القرآن في إهاب ثم طرح في النار ما احترق ومن أوصاف الذهب المناسبة لأوصاف القرآن والوحي أن الأرض لا تبليه وأن الثرى لا يذريه وكذلك القرآن لا يخلق على كثرة الرد ولا يستطاع تغييره ولا تبديله ومن أوصافه أيضا : نفاسته وعزته عند الناس وكذلك الحق والقرآن عزيز قال سبحانه وإنه لكتاب عزيز [ فصلت 41 ] .
فهذا إذا نظرت إلى أوصافه ولفظه وإذا نظرت إلى ذاته وظاهره فإنه زخرف الدنيا وزينتها ، وقد فتح بالقرآن والوحي على محمد - صلى الله عليه وسلم - وأمته خزائن الملوك وتصير إلى أيديهم ذهبها وفضتها ، وجميع زخرفها وزينتها ، ثم وعدوا باتباع القرآن والوحي قصور الذهب والفضة في الجنة .
قال - صلى الله عليه وسلم - جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما من ذهب وفي التنزيل يطاف عليهم بصحاف من ذهب [ الزخرف 7 ] يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير [ الحج 23 ، وفاطر 33 ] فكان ذلك الذهب يشعر بالذهب الذي يصير إليه من اتبع الحق والقرآن وأوصافه تشعر بأوصاف الحق والقرآن ولفظه يشعر بإذهاب الرجس كما تقدم فهذه حكم بالغة لمن تأمل واعتبار صحيح لمن تدبر والحمد لله .
وفي ذكر الطست وحروف اسمه حكمة تنظر إلى قوله تعالى : طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين [ النمل 1 ] ومما يسأل عنه هل خص هو - صلى الله عليه وسلم - بغسل قلبه في الطست أم فعل ذلك بغيره من الأنبياء قبله ففي خبر التابوت والسكينة أنه كان فيه الطست التي غسلت فيها قلوب الأنبياء عليهم السلام .
ذكره الطبري ، وقد انتزع بعض الفقهاء من حديث الطست حيث جعل محلا للإيمان والحكمة جواز تحلية المصحف بالذهب وهو فقه حسن ففي حديث أبي ذر - رضي الله عنه - هذا الذي قدمناه متى علم أنه نبي .
الحكمة في ختم النبوة
والحكمة في خاتم النبوة على جهة الاعتبار أنه لما ملئ قلبه حكمة ويقينا ، ختم عليه كما يختم على الوعاء المملوء مسكا أو درا ، وأما وضعه عند نغض كتفه فلأنه معصوم من وسوسة الشيطان وذلك الموضع منه يوسوس الشيطان لابن آدم .
روى ميمون بن مهران عن عمر بن عبد العزيز أن رجلا سأل ربه أن يريه موضع الشيطان منه فأري جسدا ممهى يرى داخله من خارجه والشيطان في صورة ضفدع عند نغض كتفه حذاء قلبه له خرطوم كخرطوم البعوضة وقد أدخله إلى قلبه يوسوس فإذا ذكر الله تعالى العبد خنس
رد حليمة للنبي - صلى الله عليه وسلم -
فصل
وكان رد حليمة إياه إلى أمه وهو ابن خمس سنين وشهر فيما ذكر أبو عمر ثم لم تره بعد ذلك إلا مرتين إحداهما بعد تزويجه خديجة - رضي الله عنها - جاءته تشكو إليه السنة وأن قومها قد أسنتوا فكلم لها خديجة ، فأعطتها عشرين رأسا من غنم وبكرات والمرة الثانية يوم حنين وسيأتي ذكرها إن شاء الله .
تأويل النور الذي رأته آمنة
فصل
وذكر النور الذي رأته آمنة حين ولدته عليه السلام فأضاءت لها قصور الشام ، وذلك بما فتح الله عليه من تلك البلاد حتى كانت الخلافة فيها مدة بني أمية ، واستضاءت تلك البلاد وغيرها بنوره - صلى الله عليه وسلم - وكذلك رأى خالد بن سعيد بن العاصي قبل المبعث بيسير نورا يخرج من زمزم ، حتى ظهرت له البسر في نخيل يثرب ، فقصها على أخيه عمرو ، فقال له إنها حفيرة عبد المطلب ، وإن هذا النور منهم فكان ذلك سبب مبادرته إلى الإسلام . | |
|