أحمد توحيد يكتب : إلى يسرى فودة ... لماذا تكذب ؟!
Date: 2011-08-01 08:07:53
كم أنا حزين حينما أرى شخصية كنت أحترمها كشخصية الأستاذ يسرى فودة الذى كان مذيعاً لامعاً فى قناة الجزيرة الفضائية والتى كان يقدم من خلالها برنامجه المميز سرى للغاية يخرج علينا من خلال صحيفة المصرى اليوم بتاريخ 31/7/2001 بمقال لا يمكن وصفه إلا بالكذب المتعمد على التيارات الإسلامية ولكن لا أدرى لصالح من يحاول الأستاذ يسرى فودة تشويه مليونية 29/7 الماضي .
كتب الأستاذ يسرى فودة مقالته فى ملامح أربعة يقول فيها :
الملمح الأول يخطفك مباشرة إلى رمال سيناء الحبيبة وهى ترتشف مرة أخرى من دماء أبناء مصر الذين سقطوا هذه المرة لا بأيدى مجرمى بنى إسرائيل وسفاحيهم، بل بأيدى فئة من أبناء الوطن تحمل رايات سوداً وتدعو إلى إقامة «إمارة إسلامية».
وهنا نتوقف لبرهة ونوضح الأمر قليلاً للغافلين ومشعلى الأحداث من خلال منابرهم الإعلامية المضللة ، حينما حدثت تفجيرات سيناء الأخيرة خرجت علينا وسائل الإعلام مؤكدة على أن من قاموا بهذه التفجيرات أشخاص تابعين لمحمد دحلان وهو أحد قياديى حركة فتح وقد يكون السبب لهذا الفعل أسبابه السياسية ولكن لماذا تحولت الأحداث بقدرة قادر إلى أن عناصر إسلامية تريد تكوين إمارة إسلامية ، أما كفاكم التضليل والكذب على الناس يا أستاذ يسرى ؟
فى الملمح الثاني يقول الأستاذ يسرى فودة :
والملمح الثانى أعلام دولة أجنبية، حتى وإن كانت عربية، تغزو قلب العاصمة بينما يهتف حاملوها: «يا أوباما يا أوباما كلنا هنا أسامة»، بينما يمسك بعضهم بتلابيب طالب أزهرى وهم يطردونه من الميدان مرددين: «لا إله إلا الله، العلمانى عدو الله»، ويمنع بعضهم الآخر جماعة من الصوفيين من الدخول أصلاً لأنهم «مشركون مشركون».
هنا طرح الاستاذ يسرى فودة قضيتان هامتان وهما قضية الأعلام الأجنبية والطالب الأزهرى ، كلنا رأى بالعين المجردة خلال المليونيات التى أعقبت الثورة كم عدد الأعلام العربية التى ظهرت فى ميدان التحرير فعلى سبيل المثال رأينا أعلام تونس والجزائر وفلسطين وسوريا واليمن وليبيا ومع ذلك لم نرى إعلامياً واحداً يتحدث فى هذا الأمر فلماذا قمت بالتركيز على علم السعودية حينما ظهر فى ميدان التحرير وغفلت عن باقى الأعلام التى ظهرت فى مليونيات سابقة يا أستاذ يسرى ؟
هل السعودية تزعج الإعلام العلمانى والليبرالى إلى هذا الحد ؟
أم لأن السعودية هى زعيمة العالم السنّى والتى تقف حائلاً أمام أطماع الصفويين المجوس فى الدول العربية ؟
أم أنه يزعجك أن ترى راية مرفوعة مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله ؟
أم تركيزك هذا على علم السعودية بسبب أن هذه المليونية قام بها الإسلاميون ؟
بعد ذلك تقوم بدور المحامى للدفاع عن الصوفية وتتهم السلفيين بأنهم قاموا بطرد رجل صوفى يرتدى عباءة الأزهر من ميدان التحرير لمجرد أنه صوفى وسؤالى هنا لك يا أستاذ يسرى هل كان مكتوباً على عباءته أنه صوفى ؟ وكيف علم السلفيين بأن من يقومون بطرده من التحرير حسب زعمك بأنه صوفى ؟ وهل لو كان ما زعمت صحيحاً هل تعتقد أن وسائل الإعلام الليبرالية سوف تدع هذا الأمر يمر مرور الكرام دون أن تسلط الأضواء عليه حتى ترهب الناس كعادتها من السلفيين ؟
يقول الأستاذ يسرى فودة فى ملمحه الثالث :
والملمح الثالث شيخ المقاومة الشعبية فى السويس يشكر «أهالى» العباسية على اعتدائهم على الثوار، بينما يتهم خطيب مسجد النور جميع مرشحى الرئاسة بالعمالة إما لأمريكا أو لإسرائيل، والجماعة الإسلامية ترفع شعاراً «كتاب الله يحرق الأخضر واليابس»، وبعض السلفيين يحتلون منصة «٦ أبريل» ويهاجمون منصة «كفاية» بالزجاجات الفارغة.
للأسف أراك يا أستاذ يسرى تؤمن بمقولة اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس ، الشيخ سلامة لم يشكر أهالى العباسية لاعتداءهم على الثوار بل شكرهم لتصديهم لمن يدعون أنهم الثوار ويحاولون فرض إرادتهم على الشعب بمطالبهم التنى تنادى بالدستور أولاً وحل المجلس العسكرى ويريدون بذلك القفز على إرادة الاغلبية التى أقرت الإنتخابات أولاً .
ثم هل تعتقد يا أستاذ يسرى أن اى إنسان يمكنه ان يرفع راية غبية مكتوب عليها كتاب الله يحرق الأخضر واليابس ؟ وأين تلك الراية التى رفعتها الجماعة الإسلامية حسب زعمك ؟ كما ان سيادتك تصر على افتراء الكذب على الإسلاميين بقولك أن السلفيين احتلوا منصة 6 أبريل وهاجموا منصة كفاية بالزجاجات الفارغة مع العلم أنه لم يسمع أحد بهذا من قيادات 6 أبريل أو كفاية ولم نسمع عنه إلا منك يا أستاذ يسرى فلماذا التلفيق والتدليس والتضليل على العوام ولمصلحة من تكتب هذه السطور المسمومة ؟
أما فى الملمح الرابع الأكثر غرابة يقول فيه الأستاذ يسرى فودة :
أما الملمح الرابع، وهو من أكثرها جميعاً ألماً وقسوة، فهو أن يتحول واحد من أنبل هتافات الثورة، ومن أكثرها استنفاراً للكرامة الإنسانية والوطنية، ومن أجرئها مجابهة لعقود طويلة من الذل الذى عانينا منه جميعاً بلا استثناء - إلى هتاف آخر يقصم ظهر الأمة فى المنتصف ويصيب منها قاع النخاع الشوكى، أن يتحول هتاف «ارفع راسك فوق أنت مصرى» إلى «ارفع راسك فوق أنت مسلم».
لا أدرى هل يزعج الاستاذ يسرى فودة هذه الشعارات العنصرية وتصيبه بالإغماءات لمجرد سماعها ، ولماذا لم تنزعج يا أستاذ يسرى حينما وقف النصارى معتصمين أمام ماسبيرو رافعين شعار ارفع راسك فوق أنت قبطي ، ولماذا لم تنكر عليهم ذلك أم لأن ولى نعمتك هو نجيب ساويرس صاحب القناة التى تعمل بها والجريدة التى تكتب بها ؟ هل كنت تجرؤ على أن تنكر هذه الشعارات التى رفعها النصارى أمام ماسبيرو حين كانوا يصرخون فى الشوارع متحرشين بالمارة قائلين ( فين المسلمين الأقباط أهم ) أين كنت من كل ذلك يا أستاذ يسرى ، ولماذا لم نسمع منك استنكاراً واحداً للرسم الكاريكاتيري الذى وضعه ولى نعمتك نجيب ساويرس على صفحته بتويتر ؟ ألم تثيرك تلك الشعارات العنصرية حسب زعمك من نصارى مصر أم أنك لا تشمئز إلا من كل ما هو إسلامى ؟
عفواً يا أستاذ يسرى لقد نفذ رصيدك