ايهـــا الداعــــية ..... اصدق الله يصدقك
أخي ( أختي ) الداعية
يامن رحلت في رحلةٍ رحلها أشرفُ الخلق من أنبياء الله ورسله عليهم أفضل الصلاةِ وأزكى السلام
اصدق الله يصدقك !
أخي( أختي ) الداعية
يامن رغبت أن تبني الحياة بكل مافيها باسم الله ،ووددت أن يسود شرعُ الله السماوي العلوي
الرشيد ليصون
الإنسان والمجتمع ..وبذلت ولا تزال تبذل كل غالي نفيسٍ ممكن أوغير ممكن في سبيل دعوتك المباركة
اصدق الله يصدقك !
أخي ( أختي ) الداعية
يامن رسمت مسار حياتك إلى موعد مماتك بفرشاةٍ لونها :
التضحية ، وسمكها : عمرك الغالي ، وحبرها :
طموحك العالي وهمتك الراقية لتبيلغ دين الله عزوجل
اصدق الله اصدقك !
هل راجعت نفسك التي بين جنبيك ،وكاشفتها عن حقيقة إن كان لها حظوظٌ ومكاسب دونيةً غير سماويةٍ في
دعوتك أم لا..جرب أن تسألها بصراحة :
هل كلماتكِ يانفسُ من النصائح والمواعظ .. لله ؟
أم حتى يقال واعظٌ ناصح متمكن من قلوب الناس !
•هل كتاباتكِ ومقالتكِ عن الدعوة ونصرتها والتضحية لها ..لله ؟
أم حتى يقال داعيةٌ بعيدُ النظر يستشعر مسؤوليته في إرشاد الدعاة وبنائهم !
•هل سعيكِ لإقامة ذلك المنشط الدعوي ..أو إحياء ذلك النشاط التربوي ..لله ؟
أم حتى يقال تربويٌ نشيط في بناء الأجيال !
لا تسعد بكثير دعوةٍ وعمل خالطهما ذرةُ رياءٍ أو سمعةٍ أو مكانة أو حُب ثناءٍ أو رجاءُ مدح ..فإنَّ نصيحةً
خرجت من سويداء قلبك ترجوا بها رضا الله عزوجل ، خيرٌ لك من مئات الخُطب والمواعظ المُدنَّسةِ
بحظوظٍ دنئيةٍ من دنياك الفانية ..
قال ابن المبارك رحمه الله : "رُبَّ عملٍ صغيرٍ تُعظمَّه النية ..ورُبَّ عملٍ كبيرٍ تُصغرَّهُ النية " ، فليس العبرةُ
بكثرةِ وعظمِ الأعمال والأقوال ، ولكن العبرة مازكى منها لله وحده لا لسواه ..
إن الواجب على كل مسلمٍ وخاصةً أنت يامن حملت لواء الدعوة في سبيل الله ..أن يقف قبل كل عمل صغيرٍ أو
كبير ، كان كلمةً أو موعظة ..مقالاً أم تعقيباً ، كان تضحيةً بوقت أو بمال ..
أن يقف وقفةَ من ترتعدُ فرائصه من قول خالقه ومالك أمره "وقدمنا إلى ماعملوا من عملٍ فجعلناه هباءً
منثورا " ..
أن يقف وقفةَ من يخافُ من قوله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل"من عمل عملاً أشرك فيه غيري ، فأنا
منه بريء هو للذي أشرك"..
أن يقف وقفةَ من يحذر أن يكون ممن وصفهم الإمام ابن الجوزي رحمه الله : ( والله لقد رأيت من يكثر الصلاة
والصوم والصمت والتخشع في نفسه ولباسه ..والقلوبُ تنبو عنه وقدره في النفوس ليس بذاك ، ورأيتُ من يلبسُ
فاخر الثياب وليس له كثير نفل ولا تخشع والقلوبُ تتهافتُ على محبته ، فتدبرتُ السبب فوجدته السريرة !
فمن أصلح سريرته فاح عبيرُ فضله وعبقت القلوب بنشرِطيبه ، فالله الله في السرائر ، فإنه ما ينفعُ مع فسادها
صلاحٌ ظاهر )..
فالسر ليس بالمظاهر الكاذبة ولا بالمشاهد الخادعة ..قال ابن القيم رحمه الله :
لا تغرنك اللحاءُ والصورُ تسعةُ أعشارُ من ترى بقرُ !
وإنما بصلاح بواطن الأنفس الأمارة بالسوء من التناقض ومخالفة القول العمل ..وسلامة القلوب من جحيم
قسوتها وسُقمها وموتها ..
لقي رجلٌ يحيى بن أكثم ، وهو يومئذٍ على القضاء ، فقال : أصلح الله القاضي ، كم آكل ؟
قال : فوق الجوع ودون الشبع.
فقال : فكم أضحك ؟، قال : حتى يُسفر وجهك ، ولا يعلو صوتك .
فقال : فكم أبكي ؟ ، قال : لاتملّ من البكاء من خشية الله تعالى .
فقال : كم أخفي من عملي ؟ ، قال : ما استطعت .
فقال :فكم أظهر منه ؟ ، قال : مقدارُ مايقتدي بك البرّ والخيّر ، ويُؤمن عليك قول الناس .
فقال الرجل : سبحان الله ، قولٌ قاطن وعملٌ ظاعن ..
وإن أعظم ثمرات إخلاصك أخي الفاضل كما قال أحد الدعاة ماتجدهُ ( في تحصيلُ مرضاة الله "فمن كان يرجوا
لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولايُشرك بعبادة ربه أحداً" أي الذي يرجو لقاء الله على خيرٍ ونعمة فعليه
بالإخلاص ، وحين يرضى عنك الله تجني ثمرات :
•الإمداد الرباني ..
•والنجاةُ من المحنِ والشدائد .
•والثبات والطمأنية وسكينةُ النفس .
•جمع القلوب على المُخلص .
واعلم أخي و اعلمي أختي
أنه إذا حليّتَ عملك بالإخلاص ..وزينته بالمراقبة ..وألبسته بالخوف من عدم القبول ، هان والله عليك كل
ماتجده من متاعب ومشاقَّ وعقباتٍ في مسار دعوتك ..
وكن قدوتك في دعوتك صلى الله عليه وسلم : " طوبى للمخلصين الذين إذا حضروا لم يُعرفوا ..وإذا غابوا لم
يُفتقدوا ، أولئك مصابيحُ الهدى ، تنجلي عنهم كلُّ فتنةٍ ظلماء "، وتحلَّى بإخلاصٍ يصفه داعية " من أيقن بلقاء
الله لا يتحامل على أحد ...إخلاصُ من يتقبل النقد بصدرٍ رحب ، وعلى لسانه القول : أخطأتُ وأصاب غيري ،
وقصرتُّ ولم يُقصِّر سواي ، فإذا قصد إنساناً فللدعوة وإذا سالمه أو عاده فلها وإذا فرح أو حزن فمن أجلها " ،
اللهم إنا نسألك الإخلاص في أقوالنا وأعمالنا وحركاتنا وسكناتنا ..إنك نعم المولى ونعم النصير