بدأت الإعلانات الدعائية لما سيقدمه شياطين الإنس والأباليس تظهر على شاشاتنا لتسمم الأجواء قبل رمضان ، مسلسلات من دول عديدة ، طبعا على رأس القائمة المسلسلات المصرية التي عادت ما تأخذ الطابع الفكاهي والسورية التي تأخذ الطابع (الشعوبي) أو التاريخي أو الفكاهي ، والكويتية التي تأخذ الطابع المأسوي أو الفكاهي ، وكل سنة يأتونا بالجديد ، المتردية والنطيحة لبث المزيد من السموم في أوساط المجتمع المسلم ، ولتشغلهم عن الطاعة والعبادة.
وقد نضيف داود حسين الذي يأتينا في كل رمضان ببدعة فكاهية جديدة تكون جاذبة للشباب والمراهقين بشكل كبير نظرا لما تحويه من الفكاهيات، ولا نستبعد دور الرقص النسائي في جذب العيون الزائغة، ولا نصل أبدا إلى نتيجة ترضي العقول مع الأستاذ داود حسين، كذلك يشتغل الثلاثي المرح، نغموش وغانم السليطي وحزب طاش ما طاش للفكاهيات التي تلامس الواقع، لكنها غير منقاة من التحفظات.
ما الذي ستأتي به المسلسلات؟
- فنتازيا تاريخية مظلمة الفكر.
- عاهات ومخدرات وجرائم وحوادث.
- استعراض القبح بشتى أنواه ، فتيات مترجلات ، لعب بخلقة الله ، استعراض للأجساد.
- خلو المضمون وعفونة الشكل.
يشهد رمضان بثا إعلاميا فاسدا لا تشهده باقي أيام السنة ، وكأن الأباليس يتعمدون طمس الأثر الإيماني الذي يغلف قلوب المسلمين خلال نهار رمضان ، قال تعالى (ومن الناس من يتخذ لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) ، وفعلا هذا حال الإعلام العربي في رمضان المبارك.
بمقابل الساعة الدينية التي تضاف لبرنامج أي إذاعة ، يتم مضاعفة برامج الفسق والتفسخ العلني ، مجاهرة بحرب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وإصرار على طمس الهوية الدينية للمسلمين ، ليس لهم حجة ، ولا استطيع أن أحسن الظن فيهم في أي جانب ، يدعي البعض أن هذا يهدف للترفيه عن الصائم ، وهذه حجة أقبح من ذنب ، ففحوى كلامهم أن الصائم يمل طول النهار من الصوم ويشعر بضيق ، فيأتي الليل ليروح عن نفسه عن طريق الإعلام المنحرف ، وهذا كلام خطير ، كل مافي الأمر أنهم يعرضون النساء في التلفاز بشكل أكثر جاذبية عن باقي أيام السنة فينجذب الرجال لها ، ويعرضون البرامج الفكاية بصورة أكثر فكاهة وأكثر إضحاكا ، فينجذب الناس لها بشكل أكبر.
إن حلاوة ليالي رمضان تغنينا عن هذا التفسخ الأخلاقي وهذا الأنحدار الخلقي ، فما أروع التزاور في الله ، وما أروع المجالس بعد صلاة العشاء حيث يتجمع الأصحاب للتسامر ومن ثم ينطلقون إلى بيوتهم ، وما أروع الجلسة مع الأهل والأقارب.
لقد شمر أعوان إبليس عن ساعد الباطل ، في وقت حبس الله فيه مردة الشياطين وصفدوا ، فهل شمر أهل الخير عن ساعد الحق ، فليكن لكل عاقل مجلس يرتاده يؤثر فيه وينصح ويتكلم ، إن حضورك إلى مجلس تمنع الناس فيه من إدمان التفاهات وحثهم على العناية بالنافع من الأمور هو خير ما تقدمه في هذا الشهر ، ولو استطعت أن تغير تغييرا هامشيا ، المهم أن تحاول.